هل يسبب عقار "أكيوتان" زيادة الوزن؟ تأثيرات غير متوقعة لهذا العلاج الشائع لحب الشباب
يعتبر "أكيوتان" من أشهر العلاجات المستخدمة لمكافحة حب الشباب الشديد والمستعصي. وعلى الرغم من فعاليته الكبيرة في تحسين مظهر البشرة والتخلص من البثور، إلا أن له العديد من الآثار الجانبية غير المرغوبة. أحد هذه الآثار الجانبية التي تشغل بال الكثيرين هو زيادة الوزن. فهل يمكن لعقار "أكيوتان" أن يسبب بالفعل زيادة في الوزن، أم أن هذه الفكرة مجرد شائعة؟
ما هو الأكيوتان؟
الأكيوتان (إيزوتريتينوين) هو دواء يُؤخذ عن طريق الفم لعلاج حب الشباب الذي لم يستجب للعلاجات الأخرى. يتميز هذا العلاج بقدرته على تقليل إفراز الزيوت من الغدد الدهنية في الجلد، مما يؤدي إلى تقليل البثور والالتهابات. ولكن في نفس الوقت، يمكن أن تترافق هذه العملية مع تغييرات جسدية تؤثر على مستويات النشاط البدني، الشهية، وحتى الصحة النفسية.
تأثير تقليل النشاط البدني على الوزن
أحد أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن أثناء تناول الأكيوتان هو تقليل النشاط البدني. مع بدء العلاج، قد ينبهك الطبيب إلى مخاطر الإجهاد البدني الشديد خلال فترة العلاج، حيث يصبح الجلد أرق وأكثر حساسية للإصابات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعور بالإرهاق والكسل يُعد من الآثار الجانبية الشائعة لهذا الدواء، مما قد يؤدي إلى تقليل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. هذا الانخفاض في النشاط يمكن أن يتسبب في زيادة طفيفة في الوزن، خاصة إذا كنت معتادًا على ممارسة الرياضة بشكل منتظم قبل بدء العلاج.
احتباس السوائل وأثره على الوزن
يعمل الأكيوتان على تقليص الغدد الزيتية في الجلد، وهو ما يؤدي إلى جفاف الجلد. إلى جانب ذلك، قد يُلاحظ بعض المرضى احتباسًا في السوائل داخل الجسم، مما يساهم في زيادة مؤقتة في الوزن. هذا الاحتباس قد يترافق مع شعور بالانتفاخ والثقل، ولكنه عادةً ما يكون تأثيرًا مؤقتًا ويختفي مع مرور الوقت.
تأثير الصحة النفسية على الوزن
قد يعاني بعض المرضى من تقلبات مزاجية أثناء تناول الأكيوتان، بما في ذلك الشعور بالاكتئاب. الاكتئاب، بطبيعته، قد يؤدي إلى تغيير في عادات الأكل وزيادة الوزن نتيجة الميل لتناول الأطعمة الغير صحية أو السريعة كوسيلة للتكيف مع المشاعر السلبية. ورغم أن هذه التغييرات النفسية لا ترتبط مباشرة بالأكيوتان، إلا أنها قد تكون نتيجة جانبية غير مباشرة تؤثر على الوزن خلال فترة العلاج.
زيادة مستويات الجلوكوز والشهية
تسبب بعض الأدوية زيادة في الشهية، وهذا قد يحدث أيضًا مع الأكيوتان لبعض الأفراد. عندما يزداد الشعور بالجوع وتقل مستويات النشاط البدني، يمكن أن يتسبب ذلك في زيادة ملحوظة في الوزن، خاصة إذا لم يتم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
تأثير الأكيوتان على الشهية والهرمونات
في حين أن الأكيوتان لا يُعد من الأدوية التي تؤثر بشكل مباشر على الشهية أو تجعل الأشخاص يفقدون شهيتهم، إلا أن بعض المرضى قد يلاحظون تغيرات في نمط الجوع أو الشهية. إذا شعرت بأنك لا تشعر بالجوع كثيرًا أو تتخطى الوجبات بشكل متكرر أثناء العلاج، فمن الضروري استشارة الطبيب. الزيادة في الشهية أمر أكثر شيوعًا من فقدانها، وإذا لم تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا خلال فترة العلاج، فإن هذه التغييرات قد تسهم في زيادة الوزن.
هل يؤثر الأكيوتان على الهرمونات
؟ رغم أن الأكيوتان ليس مصممًا للتأثير على مستويات الهرمونات بشكل مباشر، إلا أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن إيزوتريتينوين (الاسم العلمي للأكيوتان) يمكن أن يؤثر على مستويات هرمونات معينة مثل التستوستيرون، البرولاكتين وDHT (الديهدروتستوستيرون). هذه التغييرات الهرمونية قد تؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة على الوزن، إلا أن هذا التأثير غير مؤكد ويحتاج إلى مزيد من البحث العلمي.
علاوة على ذلك، يعمل الأكيوتان على تقليل الاستجابة الالتهابية في الجسم، مما يجعله أكثر عرضة للالتهابات الفطرية والبكتيرية. إذا تعرضت لأي إصابة أو جرح في الجلد خلال فترة العلاج، من الضروري استشارة طبيب الجلدية فورًا.
طرق تجنب زيادة الوزن أثناء العلاج بالأكيوتان
على الرغم من أن الأكيوتان قد يسبب زيادة في الوزن لدى بعض الأشخاص، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتجنب هذه الزيادة أو تقليلها إلى أقصى حد:
اتباع نظام غذائي صحي: من الضروري أن تتبع نظامًا غذائيًا قليل الالتهابات وغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. تجنب الأطعمة المقلية والدهنية التي قد تزيد من مخاطر زيادة الوزن.
ممارسة نشاط بدني خفيف: رغم أن الأكيوتان قد يجعلك تشعر بالإرهاق، إلا أن المشي لمسافات قصيرة أو القيام بتمارين خفيفة مثل السباحة قد يساعد في الحفاظ على وزن صحي ويمنحك شعورًا أفضل.
الترطيب الجيد: شرب كميات كافية من الماء يساعد في تقليل احتباس السوائل وتجنب الشعور بالانتفاخ. احرص على شرب الماء بانتظام طوال اليوم.
استشارة الطبيب حول الجرعة: إذا كنت تعاني من آثار جانبية غير مريحة مثل زيادة الوزن أو الشعور المستمر بالتعب، قد يكون من الممكن تعديل جرعة الأكيوتان أو استخدام علاج بديل. من الضروري التواصل مع طبيبك في حال لاحظت أي تغييرات غير مرغوبة في وزنك.
الصبر على التغيرات: العلاج بالأكيوتان يتطلب الصبر، وقد يستغرق الجسم وقتًا للتكيف مع الدواء. لذلك، من المهم متابعة الحالة الصحية بانتظام مع الطبيب.
هل ينبغي القلق من زيادة الوزن مع الأكيوتان؟ زيادة الوزن لا تعد من الآثار الجانبية الشائعة للأكيوتان، ولكنها قد تحدث لدى بعض المرضى بسبب التغييرات في النشاط البدني، الشهية، أو الحالة النفسية. إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا وتحافظ على نشاط بدني خفيف، يجب ألا تكون زيادة الوزن مصدر قلق كبير. الأهم هو التحدث مع طبيبك بانتظام حول أي تغييرات تطرأ على جسمك أثناء العلاج.
الأسئلة المتكررة حول الأكيوتان وزيادة الوزن
كيف أعرف إذا كانت زيادة وزني ناتجة عن تغييرات هرمونية؟ إذا كانت زيادة الوزن ناتجة عن تغييرات هرمونية، فمن المحتمل أن تصاحبها أعراض أخرى مثل اضطرابات الدورة الشهرية، تقلبات المزاج، انخفاض الرغبة الجنسية، والتعرق الليلي. إذا كنت تعتقد أن لديك خللًا في الهرمونات، ينبغي عليك استشارة الطبيب فورًا.
هل يؤدي فقدان الوزن إلى تحسن في حب الشباب؟ على الرغم من أن الوزن وحب الشباب لا يرتبطان بشكل مباشر، إلا أن اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على مستويات منخفضة من السكر والأطعمة المسببة للالتهابات قد يحسن من مظهر البشرة ويقلل من ظهور حب الشباب. وبالتالي، قد يسهم هذا النظام أيضًا في فقدان الوزن.
